القطط

لذة الصيد عند القطط: هل تحتاجها القطط لتعيش حياة جيدة؟

ما هي لذة الصيد عند القطط؟ قامت القطط بمشاركة حياتنا منذ آلاف السنين، وقد تطوروا في ذلك الوقت من كونهم مجرد صيادين مهرة صامتين يقومون بمطاردة فَرائسهم وقتلهم بمنتهى الكفاءة إلى ما هم عليه الآن من ألفة.

تختلف التحديات التي تواجهها القطط الرياضية التي تلتزم باتباع نظام رياضي عن مثيلاتها التي لا تلتزم بذلك؛ إلا أن هذا الأمر لا يمكن تعميمه على كافة القطط؛ ورغم هذا تظل التغيرات المورفولوجية والسلوكية واضحة تمامًا.

خاصةً بالسلالات التي خضعت للتدجين والتي نجحت في الاحتفاظ بسمات وغرائز الأسلاف على مر الأزمان؛ مما يجعل العلماء القائمين على رعاية هذه السلالات في حيرة من أمرهم بشأن السلوكيات الطبيعية التي كانت تظهر لدى الأجداد والسلالات القديمة والتي ينبغي تشجيعها والعمل على تطويرها.

حث غريزة لذة الصيد عند القطط

تتوفر الكثير من الطرق التي يمكنها حث غريزة لذة الصيد عند القطط ولعل استخدام أشعة الليزر والألعاب المناسبة هي أكثر هذه الطرق نجاحا، والتي قد تشجعهم في الوقت ذاته على أداء عدد من تمارين القلب؛ التي يُعتقد أنها هامة للغاية لتغذيتها، وتمرينها، وزيادة نشاط عقولهم.

إلا أن السؤال الهام هنا يظل هو: هل ما سبق كاف؟ هل علينا تشجيع القطط على التصرف بطبيعتها وملاحقة الفرائس دون الخضوع للعقاب؟ الحقيقة أنه لا يوجد ما يؤكد ذلك؛ إلا أن الأمر مفتوح قيد التفسيرات المختلفة.

هل منع القطط من الصيد يصنف إحدى صور القسوة؟

قام المجلس الخاص برعاية مزارع بريطانيا العظمى بأواخر السبعينات من القرن العشرين بصياغة مجموعة من التشريعات التي يمكن اعتبارها حجر الأساس فيما يخص الحيوانات التي تتعرض للأسر والحفاظ عليها، وهو ما لا يطبق على الماشية فحسب، وقد اشتهرت هذه التشريعات باسم الحريات الخمس وقد تضمنت ما يلي:

1. منع معاناة القطط من العطش والجوع

وهو ما يمكن تنفيذه من خلال إتاحة الماء بطريقة تضمن سهولة الوصول إليه، مع ضرورة الالتزام بنظام غذائي صحي ومتزن يضمن الحفاظ على صحة القط.

2. التخلص من أي إزعاج

وهو ما يمكن تنفيذه عبر ترك هذه المخلوقات ببيئة آمنة تناسبها.

3. القضاء على أي أمراض، إصابات، أو آلام

وهو ما يمكن تنفيذه عبر الالتزام بإجراءات الوقاية المختلفة، وسرعة تشخيص أي إصابة يتم ملاحظتها والبدء في معالجتها في الحال.

4. السماح للحيوانات بالتعبير عن سلوكياتهم بشكل طبيعي

يتطلب هذا توفير بيئة آمنة للحيوان لا تخلو من رفاق من نفس نوعه، وينبغي ألا تكون مساحة هذه البيئة ضيقة أو محدودة.

5. التخلص من مشاعر الضيق والخوف

وهو ما يتم عبر توفير العلاجات الضرورية، تهيئة الظروف، وتفادي أي من مسببات الوعكات النفسية. والجدير بالذكر أن هذه التشريعات قد خضعت لأكثر من فحص في الآونة الأخيرة.

وذلك بغرض التوسع في مجموعة الأحكام الرئيسية وليس منع أي تجربة سلبية من الحدوث فحسب، مع مراعاة توفير حياة آمنة تستحق أن تعاش لكل حيوان. وهو ما شجع عدد كبير من ملاك القطط على الاعتراف بأحقية هذه الحيوانات في حياة آمنة.

والجدير بالذكر أيضًا أننا لا نبالغ عندما نقول أن معظم القطط الأليفة -في العالم من حولنا- تنعم بأربع حريات من الخمس الذي سبق وتَناولناهم معكم؛ وهو ما يزيد من وضوح الأمور.

ورغم هذا بالنظر إلى القاعدة رقم 4 والتي تنص على: حرية تعبير أي حيوان عن سلوكياته الطبيعية، نتساءل هل يُقصد بهذا السماح للقطط بالتجول كيف تشاء والصيد في أي وقت وبأي مكان؟ ورغم احتمالية جدال البعض بإجابة نعم؛ إلا أن الاعتقاد الأكبر أن الأمر ليس بسيطًا بهذا القدر.

على نقيض المملكة المتحدة التي تعامل القطط بها كجزء لا يتجزأ من الطبيعة الخلابة لما يزيد عن 1000 عام، ظلت أستراليا خالية من أي قطط مفترسة لحين توقيت دخولها مع قوات الاحتلال الخاصة بالاستعمار الأوروبي بالقرن التاسع عشر، والتي تراوح عددها من 3 – 4 ملايين قط مفترس منذ هذا التاريخ.

كما تسبب في قتل الكثير من المحليين بشكل يومي؛ بل وتهديد ما يزيد عن مائة مليون نوعًا مختلفً بالانقراض. وهو ما يستدعي السيطرة على لذة الصيد عند القطط بالمساحات الحرة، إلا أن هذا قد يصعب تحقيقه بعض الشيء خاصةً بالمناطق التي تتيح تواجد القطط داخل أنظمتها البيئية.

حياة القطط بالبيئات الداخلية

وفقًا لما جاءت به الخمس حريات الشهيرة؛ يمكننا القول أن حياة القطط بالبيئات الداخلية تتضمن عدد من المزايا التي تتمثل في:

  • ندرة المعاناة من العطش أو الجوع.
  • قلة مشاعر الضيق والخوف.
  • قلة فرص الإصابة بالأمراض والآلام المختلفة.
  • قلة الإزعاج.

مزايا البيئة الداخلية للقطط

الجدير بالذكر أن تواجد القطط ببيئة داخلية يضمن تزويدهم بكل من:

  • الألعاب التي تزيد من إقبال القطط على الحياة وتفاعلهم مع أصحابهم.
  • الأرفف والأشجار التي تساعدهم على اكتشاف عالمهم بشكل أفضل.
  • الطعام الصحي الآمن.
  • المشاعر الإيجابية الضرورية من مودة، حب، واهتمام.

مما يزيد من فرصة الحياة التي تستحق العيش وليس فرصة التعبير عن سلوكياتهم بسلاسة فحسب. إذا كنت تبحث عن أسماء قطط مميزة فيمكنك التعرف عليها داخل موقعنا.

هل حث القطط على الصيد يصنف إحدى صور القسوة؟

القسوة هي إحدى اختراعات البشر التي يتم تطبيقها بعالم الحيوان، ولا يشيع أبدًا تعذيب أي حيوان بغرض المتعة أو ممارسة الرياضة؛ إذ أن الصيد أمر ضروري للبقاء، لكن هل يمكننا تطبيق النظرية ذاتها مع حيوانات المنزل الأليفة؟

رغم وصلنا لهذه الحيوانات بالألفة؛ إلا إنها تظل تتمتع ببعض من شراسة البر وغريزته التي لم تفشل أبدًا في إضافة صفات المهاجمة وحب القتال لأي مخلوق تتوفر به، وهو ما قد يجعل البعض يظن بوجوب ترك حرية الصيد لهم.

والحقيقة أنه لا يمكن معاملة هذه المخلوقات كمخلوقات أليفة بالدقيقة الأولى ثم كأنها مخلوقات برية شرسة مفترسة بالدقيقة الثانية، بل علينا السعي إما لتحريرهم للبرية الخالصة أو للتدجين التام.

والجدير بالذكر أنه رغم احتفاظ عدد كبير من القطط بغريزة الصيد، إلا أن النسبة الأكبر من هذا العدد ليس بحاجة إلى الصيد، كما أن بعض من هذا العدد لا يدري ما الذي يتعين عليه القيام به عند الإمساك بالفريسة.

والجدير بالذكر أيضًا إن الإمساك بفريسة سواء للعب والتسلية أو لتناول لحومها دون الحاجة إلى ذلك يزيد من فرص الإصابة بالكثير من الأمراض، وهو ما لا يعني إمكانية مثل هذه القطط بالقسوة؛ كل ما في الأمر أنها تتبع غريزة داخلية ليست بحاجة إليها.

أغلب الظن أن السماح للقطط المنزلية بملاحقة الحيوانات المختلفة؛ للقضاء عليها دون أي حاجة إلى هذا ما هو سوى صورة من صور انعدام المسئولية أكثر من كونه مجرد سلوكًا قاسيًا.

تقديم إثارة لذة الصيد عند القطط

مما لاشك به أن تذكرة أنفسنا بالمكان الذي وفدت منه القطط إلينا هو أحد الأمور الهامة التي تذكرنا ببعض غرائزهم ودوافعهم البرية، مع ضرورة الوضع في الاعتبار طبيعتهم الأليفة بفضل بيئتهم التي يتواجدون فيها حاليًا.

وفي ختام مقالنا عن لذة الصيد عند القطط يجب أن تذكر أن الحفاظ على سلامة قطك هي إحدى صور المسؤولية، هذه السلام التي تتضمن منهم من الصيد لوقايتهم من الطفيليات، الحيوانات الشرسة، وغيره من المخاطر التي قد يتعرضون لها أثناء الصيد. تذكر أنه بإمكانك السماح لهم بممارسة أي من الأنشطة البديلة الآمنة لسد احتياجاتهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى