رعاية الحيوانات الأليفة

ديدان القلب عند القطط أعراضه وطرق علاجه

يُعد مرض ديدان القلب عند القطط من الحالات شديدة الخطورة ويمكن أن يصبح مميتًا أيضًا، ويحدث المرض بسبب الطفيليات Dirofilaria immitis التي تنتقل إلى القط من خلال عضه بواسطة بعوضة مصابة بالطفيل. 

وبالرغم من أن الدودة القلبية أقل انتشارًا في القطط عن الكلاب إلا أن القطط تعاني من مشاكل أكثر خطورة من الكلاب، وخيارات العلاج المتاحة للقطط أقل.

كما أن القطط في الهواء الطلق أكثر عرضة للإصابة بالعدوى، ولكن القطط الداخلية معرضة كذلك للإصابة حيث يسهل على البعوض اختراق الأبواب والمنازل.

ونظرًا لأهمية وخطورة ديدان القلب عند القطط سنتعرف في هذا المقال عن أهم الأعراض والعلاج والتشخيص وكيفية الوقاية حيث تُعد الوقاية الحل الأنسب لتجنب الإصابة وحدوث المرض.

ما هو مرض ديدان القلب عند القطط؟

تحدث الإصابة بمرض الدودة القلبية في القطط عندما تصيب ديدان القلب Dirofilaria immitis قلب أو رئتي القطة، وتبدو هذه الديدان مثل الإسباغتي المطبوخة ويصل طولها 8 أو 12 بوصة. 

وعادةً ما تصاب القطط بالديدان القلبية بنسبة أقل من الكلاب الموجودة في نفس المكان، ولكن الإصابة تكون أكثر خطورة في القطط، ويمكن أن تعيش الديدان القلبية في حيوانات أخرى مثل القوارض والثعالب والذئاب.

كيفية الإصابة بديدان القلب عند القطط

يمكن أن تتم الإصابة بديدان القلب عند القطط heartworm من خلال الكلاب المصابة، أو الذئاب، أو الثعالب، ولكن يُعد البعوض هو السبب الرئيسي في انتقال العدوى.

يمكن للبعوض التقاط يرقات الدودة القلبية (الديدان القلبية الصغيرة غير الناضجة) من الكلاب أو الحيوانات الأخرى المصابة.

وتنتقل الإصابة إلى القط من خلال العض من البعوض تاركًا اليرقات على جلد القطة، وتدخل الديدان إلى مجرى الدم للقطة من خلال جرح لدغة البعوض.

وينتهي الحال باليرقات الناضجة مستقرة في قلبها أو رئتيها، كما يمكن أن يؤدي موت الديدان القلبية إلى تفاعل التهابي حاد فيصبح مميتًا للقطط.

ومن الممكن ظهور أعراض الإصابة بديدان القلب عند القطط قبل وصول اليرقات إلى مرحلة النضج وذلك بسبب الاستجابة للالتهاب في الرئتين بسبب اليرقات.

وغالبًا ما يكون عدد الديدان الناضجة قليلًا، ولكنها ذات تأثير شديد الخطورة وذلك بسبب صغر حجم القلب والأوعية الدموية للقط.

ويسمى مرض ديدان القلب عند القطط حديثًا بأمراض الجهاز التنفسي المرتبطة بالديدان القلبية، وذلك لأن المرض يهاجم الرئتين أولًا قبل القلب، وبالرغم من قدرة القطط على التخلص من الديدان القلبية من خلال مناعتها إلا أن الأعراض تستمر في الظهور.

أعراض ديدان القلب عند القطط

لا تعيش معظم ديدان القلب عند القطط حتى تصبح بالغة وعادةً ما تتواجد دودة واحدة بالغة أو ثلاث ديدان لدى القطط المصابة، وتعيش تلك الديدان في القطط أقل مما تعيشه في الكلاب بحوالي نصف المدة فقط.

ولكن من المثير للدهشة أن هناك قطط مصابة لا تحتوي على أي ديدان بالغة، ولكن الديدان الصغيرة كافية لتسبب أضرارًا شديدةً، كما تختلف أعراض ديدان القلب عند القطط في شدتها، فهناك بعض القطط لا تُظهر أي علامات على الإطلاق.

وتحدث معظم المشاكل بسبب هجرة الدودة الشاذة التي تسبب تلف الأنسجة أو موت الدودة بشكل مفاجئ داخل القطة ودخولها إلى مجرى الدم وسده ويُشبه ذلك السكتة الدماغية أو النوبة القلبية عند الإنسان.

وتتشابه أعراض ديدان القلب عند القطط مع أعراض الربو القططي وأمراض الجهاز التنفسي المزمنة الأخرى، ومن أهم الأعراض التي تظهر في الغالب:

  • الخمول، والسعال المتقطع، والقيء.
  • قلة الشهية وفقدان الوزن.
  • صعوبة المشي والتنفس.
  • زيادة معدل التنفس والجهد.
  • التنفس بالفم مفتوح.
  • تراكم السوائل حول الرئتين.
  • التشوهات العصبية.
  • ثقب في القلب.
  • الموت المفاجئ والانهيار وكثيرًا ما تكون هذه العلامة الأولى لمرض الديدان القلبية.

طرق تشخيص ديدان القلب عند القطط

عادةً ما يكون من الصعب جدًا تشخيص ديدان القلب عند القطط، فقد يحتاج الطبيب إلى بعض الاختبارات والتحاليل بالإضافة إلى نتائج الفحص البدني والتاريخ المرضي للقطة للوصول إلى التشخيص الصحيح.

ومن أهم الإجراءات التي يتخذها الطبيب ما يلي:

1. فحوصات الدم

يتم إجراء العديد من فحوصات الدم لتشخيص ديدان القلب عند القطط، ولكن هناك اختبارين ذات فائدة كبرى للوصول إلى التشخيص وهما فحص الأجسام المضادة للديدان القلبية وفحص مستضد الدودة القلبية.

2. فحص الأجسام المضادة

يحدد ما إذا الجهاز المناعي للقطة قد تعرض للديدان القلبية فيكون إيجابيا في حالة العدوى النشطة، ولكنه يصبح إيجابيًا أيضًا بعد فترة غير محددة من موت الديدان القلبية.

وأيضًا عند وجود ديدان قلبية بالغة في أماكن أخرى غير القلب أو يرقات لم تبلغ بعد تكون نتيجة الفحص إيجابية، فهو اختبار حساس نوعًا ما لذلك يتم إجراؤه أولًا ثم تتم بعده باقي الفحوصات.

3. فحص مستضد الدودة القلبية

ويكشف فحص مستضد (أي مادة تثير الجهاز المناعي) الدودة القلبية الإصابة بالديدان القلبية الأنثوية البالغة، ولكنه ليس حساسًا مثل اختبار فحص الأجسام المضادة.

وقد تكون نتيجة الفحص سلبية بالرغم من إيجابية الإصابة وذلك لأن الفحص يحتاج على الأقل لإثنين من الديدان القلبية الأنثوية البالغة فقط، فربما تكون القطط مصابة بعدد صغير من الديدان أو أن جميع الديدان ذكور ولذلك تظهر الكثير من النتائج السلبية الكاذبة.

ونتيجة لما سبق يمكن تأكيد الإصابة بمرض ديدان القلب عند القطط عندما تكون النتائج إيجابية في فحوصات الأجسام المضادة والمستضد أيضًا.

4. فحص عينة الدم للكشف عن الميكروفيلاريا

يمكن أن تكون نتيجة الفحص سلبية بالرغم من الإصابة بالمرض وذلك لأن القطط لديها عدد صغير من الميكروفيلاريات (الطفيل) منتشرة في دمها، ولذلك لا تُعد نتيجة تلك الفحص دقيقة.

5. قياس عدد الحمضات

حيث يرتفع عدد الحمضات (نوع من خلايا الدم البيضاء) في وجود طفيليات معينة، وتكون مرتفعة في حالة الإصابة بالديدان القلبية، ولكن هذا الارتفاع يظل فقط لبضعة أشهر.

ولكن لا يُعد هذا الاختبار دقيقًا ولا يمكن الاعتماد عليه في التشخيص الأولي، حيث ترتفع عدد الحمضات أيضًا في القطط المصابة بالطفيليات الأخرى (الديدان المعوية أو البراغيث)، أو المصابة بالحساسية.

6. الأشعة السينية

قد لا تفيد الأشعة في وقت مبكر من الإصابة فلا تُظهر القطط المصابة أي نتائج غير الطبيعية في الأشعة، ولكنها تُمكن الطبيب من رؤية حجم وشكل القلب. 

وتُظهر بعض الأعراض في القطط مثل كبر حجم الشرايين الرئوية أو التهاب مجال الرئة، وقد تتوقف الشرايين فجأة بسبب انسدادها بالديدان.

7. الموجات فوق الصوتية

تسمح برؤية القلب والأوعية المحيطة لتقييم وظيفة القلب وحالته، كما يمكن رؤية الديدان القلبية البالغة، فيُعد هذا الفحص مؤكدًا للإصابة بديدان القلب عند القطط عند وجود العديد من الديدان فقط.

علاج ديدان القلب عند القطط

لا يوجد علاج معتمد وقوي لمرض ديدان القلب عند القطط، فعند استخدام دواء (ميلارسومين) الذي يستخدم في علاج الكلاب لعلاج القطط قد يسبب مشاكل خطيرة للقطط فهذا الدواء يعتبر سام للقطط وقد يسبب فشل حاد بالرئة والموت.

وفي حالة عدم ظهور أعراض المرض على القطة، ولكنها مريضة فيمكن القيام بما يلي:

  • قد يوصي الطبيب باستخدام البريدنيزولون، عند رؤية تغييرات في الأشعة السينية.
  • وعند تراكم السوائل في الرئة يمكن إعطاء مدرات البول لإزالة السوائل من الرئتين.
  • وعند حدوث أزمة تنفسية يمكن علاجها بالأكسجين والكورتيكوستيرويدات (بريدنيزولون، ديكساميثازون) لتخفيف الالتهاب في الشرايين الرئوية والرئتين.
  • استخدام مضاد حيوي (الدوكسيسيكلين) لقتل البكتيريا (wolbachia pipientis) التي تعيش داخل الديدان القلبية وتزيد الالتهاب.
  • استخدام جرعة شهرية من الإيفرمكتين حيث تعمل على قتل الديدان ببطء.
  • ومع ذلك يمكن حدوث استجابة التهابية وصدمة تحسسية لموت الديدان مما يسبب عواقب وخيمة يمكن أن تصل للموت.
  • ويمكن اللجوء للاستئصال الجراحي للديدان القلبية في حالة ظهور علامات حادة للمرض على القطط.
  • وأوضحت الدراسات أن 40% من القطط تعاني من انهيار الدورة الدموية أو الموت أثناء الجراحة.
  • لذلك يجب إجرائها بواسطة متخصص ونلجأ لها فقط في القطط التي تعاني من مرض شديد وسوء التشخيص.
  • استخدام موسعات القصبة الهوائية (الثيوفيلين أو ألبوتيرول) للمساعدة في علاج الضائقة التنفسية.

وأخيرًا يجب علاج القطط التي تعاني من ضائقة تنفسية على الفور عن طريق العلاج بالأكسجين، والسوائل والمنشطات الوريدية، وموسعات الشعب الهوائية عند ظهور أي أعراض لضيق التنفس.

كيفية الوقاية من ديدان القلب عند القطط

نظرًا لخطورة مرض ديدان القلب عند القطط، فيجب العمل على الوقاية منه، ومن حسن الحظ أنه يوجد العديد من الأدوية الوقائية الشهرية أو النصف شهرية التي تمنع الإصابة بالديدان القلبية، وتقوم أيضًا بمنع الإصابة بالديدان المعوية والقراد.

وتمتاز هذه الأدوية بأنها آمنة وسهلة الاستخدام حيث يمكن إعطائها للقطط من عمر 6 إلى 8 أسابيع تقريبًا، وعند إعطائهم للقطط الصغيرة كانت بخير ولم تُظهر علامات تسمم، وبالرغم من مدى أمان وفاعلية الأدوية الوقائية إلا أن حدوث الآثار الجانبية أمر وارد ولو بصورة نادرة. 

فإذا كانت القطة تعاني من الحساسية للدواء يؤدي ذلك للإسهال، أو القيء، أو الخمول، وعند حدوث رد فعل تحسسي شديد تعاني القطة من أعراضٍ كالحكة، أو تورم الوجه، أو النوبات، أو الصدمة، تعرف على علاج الإسهال عند القطط.

أما في العلاجات الوقائية الموضعية يمكن أن يؤدي أي رد فعل تحسسي لتساقط الشعر، فإذا ظهرت أي من هذه الأعراض على قطتك بعد أخذ جرعتها الوقائية، حتى إذا تم أخذها مسبقًا وليست للمرة الأولى يجب إخبار الطبيب على الفور لأخذ التدابير اللازمة.

ويجب إعطاء الأدوية الوقائية للقطط المنزلية فهى ليست بأمان تام فيمكن للبعوض أن يصل إليها بسهولة وينقل لها الطفيل. ولا نكتفي بوقاية القطط التي تعيش بالخارج فقط.

ومن أهم هذه الأدوية الوقائية ما يلي:

  • هارتجارد Heartguard.
  • برافيكتو بلس Bravecto plus.
  • ريفوليوشن Revolution.
  • ريفوليوشن بلس Revolution plus..
  • نيكسجارد Nexgard.
  • موكسديكتين Moxidectin.

التعافي من ديدان القلب عند القطط

يجب أن تخضع القطط التي تعاني من الديدان القلبية في مرحلة التعافي بشكل مستمر لاختبارات الدم، ومخططات صدى القلب، وكذلك صور إشعاعية للصدر كل 6 إلى 12 شهرًا لمراقبة الدودة القلبية حتى إذا تم علاجها أو كانت بدون أعراض.

ويجري الطبيب فحوصات الأجسام المضادة والمستضدات، وبمجرد أن تكون فحوصات الدم سلبية وكذلك الأعراض والأشعات عندها يعلن الطبيب شفاء القطة من الديدان القلبية.

ويكون متوسط بقاء القطة على قيد الحياة بعد الشفاء من الدودة القلبية هو 4 سنوات، لذلك تحتاج القطط المصابة المراقبة جيدًا وعرضها على الطبيب البيطري حتى الوصول للشفاء وتجنب الأضرار الجثيمة للمرض.

الخلاصة

وفي ختام مقالنا قد عرضنا بشكل تفصيلي كل ما يتعلق بمرض ديدان القلب عند القطط نظرًا لخطورته الشديدة، وتعرفنا على أعراضه، وكيفية تشخيصه، وعلاجه، وأخيرًا فإن الوقاية من مرض ديدان القلب عند القطط هي أهم ما يمكن فعله من أجل سلامة وصحة حيوانك الأليف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Open chat
حياك الله! تحتاج مساعدة؟
حياك الله!
تحتاج مساعدة؟