يُعد علاج انفلونزا الكلاب أمرًا هامًا للغاية، فبالرغم من أن انفلونزا الكلاب ليست قاتلة عادةً، لكن يمكن أن تجعل الكلب مريضًا جدًا وغير مرتاح، مما يسبب القلق والتوتر لأصحاب الكلاب.
انفلونزا الكلاب هي نوع من الأمراض المعدية التي تصيب الكلاب على مدار العام، ويمكن أن تؤثر على أي سلالة، أو جنس، أو عمر، وأيضًا الكلاب التي تتمتع بصحة جيدة.
وتُعد الكلاب القادمة من الملاجئ هي الأكثر عرضة للإصابة بالعدوى، ولا يتأثر البشر بأنفلونزا الكلاب على الإطلاق.
لذلك إذا كنت من أصحاب الكلاب فلا داعي أن تشعر بالذعر تجاه الانفلونزا عند الكلاب، ويجب عليك أن تتعرف على كيفية علاج انفلونزا الكلاب، وكذلك الأعراض، وطرق الوقاية المتاحة، وهذا ما سنتحدث عنه في مقالنا اليوم فتابع معنا.
ما هي انفلونزا الكلاب؟
انفلونزا الكلاب هي عدوى فيروسية تصيب الجهاز التنفسي العلوي لدى الكلاب، ولكنها مختلفة عن الانفلونزا البشرية، فهي ليست موسمية ويمكن الإصابة بها في أي وقت بالسنة.
كما أنها تصيب الكلاب في أي عمر، أو سلالة، ولكن من حسن الحظ يمكن علاجها والشفاء منها بسهولة في معظم الحالات.
ونادرً ما تحدث مضاعفات مثل الالتهاب الرئوي، الذي قد يصبح مهددًا للحياة، لذلك يجب علاج انفلونزا الكلاب سريعًا عند اكتشاف الأعراض، تعرف على التهاب الجلد عند الكلاب.
أسباب انفلونزا الكلاب
تحدث الإصابة بأنفلونزا الكلاب نتيجة الإصابة بفيروس الانفلونزا (CIV) من النوع A، وهناك نوعان من فيروس الانفلونزا وهما:
1. فيروس H3N8
نشأت هذه السلالة في الخيول وانتقلت إلى الكلاب، وتم اكتشافه في مجموعة من الكلاب لأول مرة بالولايات المتحدة.
2. فيروس H3N2
نشأت هذه السلالة من مجموعة من الطيور الأسيوية، وانتقلت للكلاب، وتم اكتشافه كذلك لأول مرة في مجموعة من الكلاب بالولايات المتحدة، ويمكن أن يؤثر على القطط أيضًا، ومن الجيد أنه لم يثبت بعد إصابة البشر بأي نوع من انفلونزا الكلاب أو العكس.
وينتقل فيروس انفلونزا الكلاب تمامًا مثل البشر في الهواء عن طريق الرذاذ التنفسي من خلال العطس، والسعال، والنباح، وإفرازات الأنف.
كما يمكن انتقاله عن طريق الأشياء الملوثة مثل:
- جدران وأرضيات بيوت الكلاب.
- أوعية الطعام والشراب.
- الأطواق، والملابس، والألعاب المشتركة بين الكلاب.
- جلد الأشخاص الذين يتعاملون مع الكلاب المصابة.
ويعيش فيروس انفلونزا الكلاب على الجلد واليدين لمدة 12 ساعة، وعلى الملابس لمدة 24 ساعة، وعلى الأسطح لمدة 48 ساعة.
وعادةً ما تظهر الأعراض في خلال 2 إلى 4 أيام من الإصابة بالفيروس وهي فترة الحضانة، وتستمر الكلاب في نشر العدوى لمدة تصل إلى 20 يومًا، كما تكون أكثر عدوى في فترة الحضانة.
ونظرًا أن انفلونزا الكلاب مرض جديد، فغالبًا ما تكون جميع الكلاب معرضة للإصابة به، وذلك لعدم وجود مناعة مكتسبة طبيعيًا، كما يمكن أن تصبح الكلاب مصابة بالأنفلونزا دون ظهور أي أعراض أو علامات للمرض.
أعراض انفلونزا الكلاب
تتشابه أعراض انفلونزا الكلاب مع أعراض الانفلونزا الشائعة، وأيضًا مع أعراض الالتهابات الفيروسية الأخرى مثل حمى الكلاب، والفيروس الغدي من النوع 2، وفيروس كورونا الكلابي.
كما تتشابه الأعراض مع مرض سعال الكلاب وهي عدوى بكتيرية شديدة تصيب الجهاز التنفسي العلوي، ومن أهم أعراض انفلونزا الكلاب ما يلي:
- سعال جاف يمكن أن يستمر لأسابيع ولا يستجيب لمثبطات السعال، أو العلاج بالمضادات الحيوية.
- العطس، والنعاس، وصعوبة التنفس.
- قلة الشهية، والخمول، وانخفاض الطاقة.
- حمى وسيلان الأنف.
- إفرازات خضراء أو صفراء حول الأنف أو العينين.
وفي بعض الحالات الشديدة قد تعاني الكلاب من عدوى بكتيرية ثانوية، وأيضًا ارتفاع درجة الحرارة، ويمكن أن يتطور الأمر وتصاب الكلاب بالالتهاب الرئوي أو الموت.
وعادةً ما يموت عدد صغير جدًا من الكلاب المصابة، أقل من 10% من الكلاب بفيروس الانفلونزا عند الكلاب، وأيضًا يمكن ألا تظهر أعراض انفلونزا الكلاب على أليفك على الإطلاق.
تشخيص انفلونزا الكلاب
نظرًا لتشابه أعراض انفلونزا الكلاب مع أعراض العديد من أمراض الجهاز التنفسي الأخرى عند الكلاب، فلذلك لا يتم الاعتماد على الأعراض لتشخيص الإصابة بالأنفلونزا، وقد يوصي الطبيب البيطري بعمل بعض الفحوصات ومنها:
الحصول على مسحة من أنف الكلب أو البلعوم لإجراء اختبار PCR، وفحص العينة في المعمل للبحث عن الحمض النووي للفيروس، ولكن بعد 4 أيام من المرض تقل دقة هذا الاختبار ويمكن إعطاء نتائج سلبية كاذبة.
قد يحتاج الطبيب إلى إجراء اختبار للأجسام المضادة لفيروس الانفلونزا عند الكلاب، ويتم فيه مقارنة مستويات الأجسام المضادة بفارق أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع.
فإذا ارتفعت مستويات الأجسام المضادة خلال هذه الفترة بصورة ملحوظة، يمكن تأكيد الإصابة بعدوى نشطة بأنفلونزا الكلاب، بالإضافة إلى إمكانية إجراء اختبارات مثل فحص الدم.
الأشعة السينية للصدر لتقييم الصحة العامة للكلب، وحالة الماء، وأيضًا للكشف عن الالتهاب الرئوي إن وجد، وعلاجه سريعًا حتى لا يصبح مهددًا لحياة حيوانك الأليف.
ومن المهم إخبار الطبيب البيطري أولًا قبل الذهاب لعيادته أن كلبك من الممكن أن يكون مصاب بأنفلونزا الكلاب، وذلك ليتمكن من اتخاذ بعض الإجراءات لحماية الكلاب الأخرى من الإصابة بالفيروس.
علاج انفلونزا الكلاب
لا يوجد علاج خاص بأنفلونزا الكلاب، ولكن يتم علاج انفلونزا الكلاب عن طريق تخفيف الأعراض والتخلص منها، ومن المهم إبقاء كلبك هادئًا ومرتاحًا أثناء مرضه، وقد يوصي الطبيب ببعض النصائح لعلاج انفلونزا الكلاب، ويشمل العلاج الأدوية، وعلاجات مساعدة بالمنزل ومنها:
- وضع الكلب في مكان يشعر بالراحة فيه.
- إبقاء الكلب رطبًا عن طريق السوائل الإضافية، وتوفير الماء العذب للشرب خلال فترة التعافي.
- استخدام مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs) لعلاج الحمى، والمضادات الحيوية مثل doxycycline، وclavamox عند الإصابة بعدوى بكتيرية ثانوية.
- استخدام حزام لجسم الكلب بدلًا من الياقة لحماية حلق أليفك.
- تناول مثبطات السعال لعلاج السعال المستمر.
- الاهتمام بالتغذية عالية الجودة وتقديم طعام ناعم ذو رائحة قوية لجعله أكثر جاذبية لكلبك.
- إذا كان كلبك لا يأكل جيدًا فقدم له الدعم الغذائي عن طريق أنبوب التغذية، أو السوائل الوريدية.
- عزل الكلب المصاب في مكان دافئ ومريح بعيدًا عن الحيوانات الأليفة الأخرى.
- الحفاظ على نظافة وجه الكلب، وإزالة أي إفرازات من الأنف أو العينين باستخدام منشفة دافئة.
- كما يجب على أصحاب الكلاب تجنب اللعب معهم في فترة العلاج لمنع انتقال الفيروس عن طريق الملابس.
- عند الإصابة بالالتهاب الرئوي تحتاج الكلاب لدخول المشفى، وحقن السوائل والأدوية عن طريق الوريد، واستخدام مضادات حيوية واسعة النطاق، كما يمكنكم التعرف على التهاب الأذن عند الكلاب.
التعافي من انفلونزا الكلاب
تتعافى العديد من الكلاب من المرض في خلال بضعة أسابيع (2 إلى 3 أسابيع)، دون الإصابة بمضاعفات دائمة، ولكن قد يستمر علاج السعال لفترة أطول.
وقد تعاني الكلاب الأصغر، أو الأكبر سنًا، أو الكلاب التي تعاني من ضعف المناعة، من أعراض أكثر خطورة مثل الالتهاب الرئوي الذي يمكن أن يهدد الحياة ويسبب الوفاة.
لذلك يجب حماية أليفك من أي مضاعفات عن طريق إخبار الطبيب البيطري على الفور عند ملاحظة ظهور أول أعراض انفلونزا الكلاب على أليفك.
الوقاية من الانفلونزا عند الكلاب
لا يوجد طريقة يمكن من خلالها منع الإصابة بأنفلونزا الكلاب تمامًا، فجميع الكلاب معرضة لخطر الإصابة بالعدوى، ولكن قد يوصي الطبيب البيطري ببعض الإجراءات للوقاية من انفلونزا الكلاب قدر الإمكان وتشمل ما يلي:
- إبعاد حيوانك الأليف عن الكلاب المصابة بالأماكن العامة، أو بيوت الكلاب، وأثناء المشي أيضًا.
- تنظيف أوعية الطعام، والماء، والأدوات، والأرضيات بالماء والصابون جيدًا في حالة وجود كلب مصاب بالعدوى.
- غسل اليدين جيدًا، وذراعيك، والملابس قبل لمس كلبك، وذلك في حالة التعامل مع كلب مصاب بأنفلونزا الكلاب مسبقًا.
- عزل الكلاب عند ظهور أعراض تشبه الانفلونزا عليها، عن الحيوانات الأليفة الأخرى لمنع انتشار الفيروس.
- حصول الكلب على التطعيم، فهناك لقاح للحماية من سلالتي فيروس CIV، ويمكن إعطائه للكلاب التي لا يتجاوز عمرها 7 أو 8 أسابيع، والحصول على جرعة تنشيطية بعد 3 أسابيع، ثم جرعة واحدة سنويًا.
وهناك بعض الآثار الجانبية نادرة الحدوث للقاح انفلونزا الكلاب ومنها رد الفعل التحسسي مثل القيء، والإسهال، وتورم الوجه، ونادرًا ما تحدث صدمة وموت الكلاب، وهذا اللقاح لا يمنع المرض تمامًا، ولكن يخفف من الأعراض ويقلل فترة المرض.
هل تصاب القطط بأنفلونزا الكلاب؟
تم اكتشاف إصابة عدد قليل من القطط بفيروس انفلونزا عند الكلاب H3N2 في ملجأ عام 2016، مما يثبت أن انتقال العدوى من كلب إلى قطة، أو من قطة لأخرى أمر ممكن.
كما أظهرت القطط المصابة بأنفلونزا الكلاب أعراض مشابهة لما تظهر على الكلاب مثل:
- سيلان الأنف، وزيادة إنتاج اللعاب.
- نقص الطاقة والخمول.
- الاحتقان وصفع الشفاه.
الخلاصة
وفي ختام مقالنا نكون قد ناقشنا معًا كل ما يخص مرض انفلونزا الكلاب، وأجبنا عن جميع الأسئلة التي تدور حول أسباب انفلونزا الكلاب وأعراضها، وكذلك كيفية علاج انفلونزا الكلاب والطرق المتبعة للوقاية منها.