رعاية الحيوانات الأليفة

التهاب المسالك البولية في الكلاب أعراضها وكيفية علاجها

تعد التهاب المسالك البولية في الكلاب واحدة من أكثر أنواع العدوى شيوعًا بين الكلاب، حيث يُصاب حوالي 27 % من الكلاب بهذا الالتهاب في إحدى مراحل العمر، خاصةً الكلاب فوق 7 سنوات.

وجميع سلالات الكلاب عرضة للإصابة بالتهابات المسالك البولية، وخاصةً الكلاب الإناث، وذلك لأن الكلاب الذكور لديها مجرى بول أطول، مما يجعل البكتيريا تأخذ وقتًا أطول للانتقال لأعلى والإصابة بالعدوى.

ونظرًا لانتشار المرض بكثرة بين الكلاب، سنتحدث اليوم عن كل ما يخص مرض التهابات المسالك البولية في الكلاب، وكذلك أهم الأعراض والأسباب، وطرق علاج التهابات المسالك البولية في الكلاب من خلال مقالنا اليوم.

ما هي التهاب المسالك البولية في الكلاب؟

تحدث التهاب المسالك البولية (UTIs) في الكلاب بسبب عدوى بكتيرية تخترق المثانة عبر مجرى البول (الأنبوب الذي يحمل البول إلى خارج الجسم).

ويوجد نوعان من عدوى التهاب المسالك البولية في الكلاب هما عدوى المسالك البولية السفلية والعلوية وتعد التهابات المسالك البولية السفلية أكثر شيوعا في الكلاب وتؤثر عادةً على المثانة أو البروستاتا عند الذكور، بينما تؤثر عدوى المسالك البولية العلوية على الكُلى والحالب.

وتختلف طبيعة التهاب المسالك البولية في الكلاب بين الالتهابات المزمنة والحادة، وتحدث العدوى المزمنة على شكل ثلاث نوبات أكثر من عدوى المسالك البولية في العام الواحد، أو نوبتين خلال ستة أشهر، وعادةً ما تعود تلك العدوى بعد علاجها بالمضادات الحيوية.

وغالبًا ما تكون التهابات المسالك البولية غير متكررة، كما يمكن علاجها باستخدام المضادات الحيوية و مسكنات الألم.

أي الكلاب أكثر عرضة للإصابة بالتهابات المسالك البولية؟

يمكن أن تُصاب جميع الكلاب بالتهابات المسالك البولية في أي وقت وعمر، وتُعد الكلاب البالغة 7 من العمر سنوات فما فوق أكثر عرضة للإصابة بالعدوى.

وكذلك الكلاب الذكور أكثر عرضة للإصابة بالالتهاب من الإناث، وذلك لأن مجرى البول الخاص بهم أطول من الإناث، مما يجعل البكتيريا تستغرق وقتًا أطول لتصل إلى المثانة.

وتُعد سلالات الكلاب المعرضة للإصابة بحصوات المثانة أكثر عرضة للإصابة بالعدوى، وخاصةً الالتهابات المزمنة والمتكررة، ومن هذه السلالات مرقش، وسلالة البلدغ الفرنسية.

أسباب التهاب المسالك البولية في الكلاب

تعد البكتيريا هي أهم أسباب التهاب المسالك البولية في الكلاب، فالمنطقة حول فتحة مجرى البول للكلب تتعرض للكثير من البكتيريا عن طريق البول، والبراز، وأشياء أخرى من البيئة المحيطة.

وتُعد بكتيريا الإشريكية القولونية (E. coli) هي أكثر أنواع البكتيريا شيوعًا لالتهابات المسالك البولية، وهناك أنواع أخرى من البكتيريا يمكن أن تسبب الالتهاب مثل:

  • المكورات العنقودية.
  • بروتيوس.
  • المكورات المعوية.
  • كليبسيلا.
  • الكلاميديا.

وغالبًا ما تحدث العدوى نتيجة ضعف الجهاز المناعي، بسبب نقص العناصر الغذائية، أو في حالة إصابة الكلب بمرض ما، كما يواجه الجهاز المناعي للكلاب الكبيرة جدًا والصغيرة صعوبة في إيقاف العدوى.

وهناك بعض الأمراض التي قد تمثل عوامل الخطر للإصابة بالتهابات المسالك البولية في الكلاب، مثل:

  • مرض السُكري، وأمراض الكُلى.
  • تشوهات الفرج.
  • داء كوشينغ.
  • سرطان المسالك البولية.
  • أمراض البروستاتا.
  • حصوات المثانة.
  • عدوى فيروسية أو فطرية.
  • سلس البول أو البراز.
  • الأدوية المثبطة للمناعة.
  • تشوهات الحبل الشوكي.
  • الأورام الحميدة في المسالك البولية.

هل التهاب المسالك البولية في الكلاب معدي؟

لا داعي للقلق على الإطلاق، فالتهاب المسالك البولية عند الكلاب ليس معدي للبشر أبدًا، كما يمكن علاج الكثير من الحالات بسهولة من خلال استخدام المضادات الحيوية.

أعراض التهاب المسالك البولية في الكلاب

تمثل أعراض التهاب المسالك البولية في الكلاب مصدر ازعاجًا لكلٍ من الكلب وصاحبه، ومن أكثر أعراض التهابات المسالك البولية في الكلاب شيوعًا ما يلي:

  • إجهاد البول (ألم أثناء التبول)، وإنتاج كمية قليلة من البول.
  • البيلة الدموية (دم في البول).
  • زيادة العطش والتبول.
  • اللعق الزائد للأعضاء التناسلية وحول فتحة الشرج.
  • كثرة الحوادث في المنزل بسبب التبول في أماكن غير مناسبة.
  •  رائحة البول الكريهة.
  • العصبية وتقلب المزاج.
  • زيادة الرغبة في السماح لكلبك للخروج للتبول بشكل متكرر.

وقد يصبح الوضع أسوأ في بعض الحالات، وتنتقل العدوى إلى كُلى الكلب ويُصاب الكلب بأمراض أكثر خطورة مثل التهاب الكلية، أو حصوات الكُلى، وقد يصل الأمر للإصابة بالفشل الكلوي، وتظهر بعض الأعراض، منها:

  • الخمول وقلة الشهية.
  • الحمى والقيء.

وإذا لم يتم علاج العدوى سريعًا وبشكل صحيح، قد تصبح مهددة لحياة حيوانك الأليف، فقد تدخل البكتيريا إلى مجرى الدم وتنتشر في جميع أجزاء الجسم، ويسمى هذا بالإنتان.

هل يسبب الطعام التهاب المسالك البولية عند الكلاب؟

عادةً لا يؤدي الغذاء للإصابة بالتهاب المسالك البولية في الكلاب، ولكن هناك بعض الأطعمة يمكن أن تغير من درجة حموضة البول، مما يجعل الكلاب أكثر عرضة لتكوين حصوات المثانة، ويؤدي التهاب المثانة في النهاية للإصابة بالتهابات المسالك البولية.

تشخيص التهاب المسالك البولية في الكلاب

يجب الإسراع في تشخيص التهاب المسالك البولية في الكلاب، لتجنب حدوث أي مضاعفات، حيث يساعد الكشف المبكر عن المرض من خلال الطبيب البيطري في نجاح العلاج.

وفي البداية سيقوم الطبيب بفحص الكلب، ومعرفة التاريخ المرضي للكلب، والعلامات التي ظهرت عليه، وهناك مجموعة من الإجراءات التي تساعد الطبيب للوصول إلى التشخيص السليم، وتشمل ما يلي:

1. تحليل البول

وهو أحد الفحوصات الهامة التي يجب إجرائها للكلب بشكل دوري سنويًا، للكشف على حالته الصحية، ويساعد هذا التحليل في الكشف عن:

  • درجة حموضة البول.
  • الثقل النوعي للبول وهو قياس قدرة الكُلى على تركيز البول.
  • كذلك تحليل البول يساعد في اكتشاف جود الدم، أو وجود البروتين، وكذلك خلايا الدم البيضاء.
  • وجود الجلوكوز، أو الكيتونات، أو جزيئات البكتيريا، والخلايا، والبلورات.

وعادةً ما يتم تشخيص الإصابة بالتهابات المسالك البولية في الكلاب من خلال العثور على أعداد كبيرة من الدم، والبروتين، وخلايا الدم البيضاء، وانخفاض الثقل النوعي للبول.

وقد لا تظهر البكتيريا في المراحل الأولى من العدوى، ويحتاج هذا التحليل لعينة من البول، والتي يتم الحصول عليها من خلال:

  • الحصول على البول مباشرةً أثناء تبول الكلب.
  • يمكن استخدام سطح لجمع البول عليه أثناء تبول الكلب على هذا السطح مثل الطاولة.
  • القسطرة البولية، ويتم فيها إدخال قسطرة إلى المثانة لجمع البول، وهي طريقة معقمة.
  • بزل المثانة، ويتم في هذا الإجراء إدخال إبرة في المثانة، وجمع البول في الحقنة، وهي أفضل الطرق على الإطلاق،وأكثرها تعقيمًا.

2. زراعة البول واختبار الحساسية

وهو الاختبار الذي يؤكد الإصابة بالعدوى، فهو أدق إجراء ويتم فيه زرع عينة صغيرة من البول على طبق خاص، ومراقبة نمو البكتيريا لمدة 3 إلى 5 أيام.

كما يساعدنا هذا الإجراء على معرفة البكتيريا المسببة للعدوى، ومن ثم إجراء اختبار الحساسية للمضادات الحيوية، لمعرفة أفضل مضاد حيوي لعلاج هذا النوع من البكتيريا.

وفي حالات تكرار التهابات المسالك البولية في الكلاب، قد يحتاج الطبيب لبعض الفحوصات بالإضافة إلى الإجراءات التي تم ذكرها سابقًا، ومن هذه الفحوصات:

3. فحص الدم الكامل

كذلك يمكن تشخيص مرض التهاب المسالك البولية في الكلاب عن طريق فحص الدم الكامل وذلك للمساعدة في استبعاد بعض الأمراض مثل مرض السكري وأمراض الكُلى.

4. الأشعة السينية

وتستخدم للكشف عن الأنواع المختلفة من حصوات المثانة، ولكن هناك بعض الحصوات التي لا يمكن الكشف عنها بالأشعة السينية.

5. الموجات فوق الصوتية

ويتم إجرائها على منطقة البطن، لتحديد سمك جدار المثانة، والكشف عن حصوات المثانة، وفحص مجرى البول، وذلك للكشف عن بعض الأمراض مثل مشاكل البروستاتا، وسرطان المثانة.

6. تنظير المثانة

يحتاج هذا الإجراء أن يكون الكلب تحت تأثير التخدير العام، ويسمح برؤية مجرى البول وبطانة المثانة، كما يمكن للطبيب الحصول على عينة من أي ورم أو خزعة من جدار المثانة بواسطة تنظير المثانة.

علاج التهاب المسالك البولية في الكلاب

قد تتشابه أعراض التهابات المسالك البولية مع أمراض أخرى، لذلك سيقوم الطبيب البيطري بتحديد مسار العلاج المناسب لأليفك وفقًا لحالته الصحية، والسبب الرئيسي لحدوث العدوى، ولعلاج التهابات المسالك البولية في الكلاب قد يوصي الطبيب بما يلي:

1. مسكنات الألم

أولى علاج التهاب المسالك البولية في الكلاب هي مسكنات الألم وقد يكون التهاب المسالك البولية مؤلم بشدة، لذلك ينصح الطبيب بإعطاء مضادات الالتهاب، ولتخفيف الألم في الحالات الشديدة يوصي الطبيب بمسكنات الألم القوية عن طريق الحقن.

2. المضادات الحيوية

إذا كان سبب التهاب المسالك البولية في الكلاب هو عدوى بكتيرية، ينصح الطبيب بالمضادات الحيوية مثل البنسلين، أو الفلوروكينولون، وتتراوح مدة العلاج بالمضاد الحيوي من 7 إلى 14 يوم.

ومن المتوقع تحسن حالة كلبك في غضون يومين إلى ثلاثة أيام من بدء العلاج، ولكن يجب الاستمرار في تناول المضاد الحيوي لمنع تكرار الإصابة بالعدوى مرة أخرى بصورة أشد.

قد يوصي الطبيب بعد أسبوع من بدء العلاج بالمضاد الحيوي، بزراعة عينة من البول للتأكد من التخلص من العدوى، وليعرف إذا كان سبب الالتهاب هو عدوى بكتيرية أم مرض آخر.

 وفي حالات عدوى المسالك البولية المتكررة، قد يوصي الطبيب بإعادة زراعة عينة من البول قبل انتهاء جرعة المضادات الحيوية للتأكد من فاعليتها، وكذلك مرة أخرى بعد انتهاء دورة العلاج للتأكد من زوال العدوى بصورة كلية.

ويصف الطبيب المضاد الحيوي لكلبك الذي يعاني من تكرار التهابات المسالك البولية لفترة 4 إلى 8 أسابيع، وهناك حالات قليلة من التهابات المسالك البولية في الكلاب يوصي الطبيب باستخدام المضاد الحيوي لكلبك لمدى الحياة، لتجنب الإصابة بالعدوى مرة أخرى.

3. علاج الأمراض الأخرى

قد تمثل بعض الأمراض خطرًا للإصابة بالتهابات المسالك البولية، وتحتاج لإدارة هذا المرض وعلاجه، لمنع تكرار عدوى المسالك البولية، مثل:

  • مرض السكري ويمكن علاجه بالأنسولين، والحفاظ على نظام غذائي مناسب.
  • حصوات المثانة ويتم علاجها عن طريق إزالتها جراحيًا، أو إذابة الحصوات إذا أمكن.
  • تشوهات الفرج التي تعالج من خلال التصحيح الجراحي.

4. النظام الغذائي

يساعد الحصول على نظام غذائي صحي على تعزيز صحة الجهاز المناعي وكذلك علاج التهاب المسالك البولية في الكلاب، وقد تحتاج الكلاب للحصول على نظام غذائي مخصص لتغيير حموضة البول، ومنع تكوين الحصوات.

كما تساعد الأطعمة المعلبة في زيادة نسبة الماء في النظام الغذائي لكلبك، مما يساعد في زيادة البول وطرد البكتيريا والحصوات.

5. الأدوية والمكملات الغذائية

قد يحتاج كلبك لبعض الأدوية التي تدعم البكتيريا الجيدة، وتحسن من بطانة أمعاء الكلب مثل، مضادات الأكسدة، والبروبيوتيك، والبريبايوتيك، ولكن يجب إعطاء هذه المكملات تحت إشراف الطبيب.

وقد يوصي الطبيب أيضًا بدواء يساعد في تضييق مجرى البول خاصةً الكلاب الذي تعاني من سلس البول دون معرفة السبب الأساسي.

6. الجراحة

تعد الجراحة هي إحدى طرق علاج التهاب المسالك البولية في الكلاب فإذا كان الكلب مصابًا بحصوات المثانة، فهو بحاجة لإزالة الحصوات جراحيًا، وعادةً ما يتحسن الكلب بعد هذه الجراحة سريعًا في غضون أسبوع إلى اثنين، ويمكن تحليل هذه الحصوات لمعرفة العلاج المناسب لحالة أليفك.

ويمكنك مساعدة كلبك من خلال توفير الراحة والماء العذب النظيف، والتحلى بالصبر إذا تصرف كلبك بشكل عدواني نتيجة شعوره بالألم.

الوقاية من التهاب المسالك البولية في الكلاب

يمكن الوقاية من التهابات المسالك البولية في الكلاب من خلال القيام ببعض الأمور، ومنها:

  • توفير مياه عذبة باستمرار لكلبك، وتغييرها عدة مرات يوميًا للحفاظ عليها نظيفة.
  • تقديم غذاء صحي ومتوازن لصديقك الأليف.
  • الاستحمام بشكل منتظم، حيث يمنع دخول البكتيريا إلى المثانة، وحافظ على منطقة الإخراج نظيفة دائمًا.
  • اسمح لكلبك بالخروج للتبول، فاحتباس البول يمكن أن يزيد من خطر عدوى المسالك البولية، تعرف على علاج انفلونزا الكلاب.
  • إعطاء فيتامين سي للكلب لتقوية جهاز المناعة.
  • إجراء الفحص الدوري لكلبك لدى الطبيب البيطري، للكشف عن المشكلة مبكرًا وقبل حدوث مضاعفات.

الخلاصة

وفي النهاية نكون قد تعرفنا بشكل مفصل عن مرض التهاب المسالك البولية في الكلاب، كما ناقشنا معًا الكثير من المعلومات حول أسبابه.

و أكثر أعراض التهابات المسالك البولية شيوعًا بين الكلاب، وكيفية التشخيص والعلاج أيضًا، وقد عرفنا معًا أن نظافة حيوانك الأليف من أهم طرق الوقاية الممكنة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى