الكلاب

وفاء الكلاب هل الكلاب أوفى من بعض البشر وما هي صفات وفائها

أهم صفة يشتهر بها الكلب عن جميع الحيوانات هي الوفاء وهناك من يفضله على البشر بسبب هذه الصفة فهل وفاء الكلاب يستحق أن يجعله في منزلة أعلى من البشر كما يقول البعض؟

وفاء الكلاب هو سمة تميزها وتجعلنا نعشق هذا الحيوان الأليف بشكل دائم. فهي تحظى بشعبية كبيرة كحيوانات حراسة ورفقاء للإنسان، حيث يعيش العديد من الأشخاص في حالة راحة وأمان عندما يكون لديهم كلب يحرسهم.

يتميز الكلب بقدرته على توفير الأمان والحماية لأصحابه، وصده عنهم كل ما يبدو غريبًا أو مخيفًا، وحفظ المنزل وممتلكاتهم، وفي الحقيقة يقدم الكلب بعض الجوانب التي يعجب بها البعض أكثر من بعض البشر، قد يصل هذا الحب والتفضيل لدرجة أن البعض يفضل قرب الكلب ورؤيته على بعض الأشخاص.

وقد أثبتت دراسة أجراها الدكتور محمد بن عبد بن علي الأحمدي بشأن “ندية الكلب وتفضيله على كثير ممن لبس الثياب” هذه الفكرة. هذا الكتاب، الذي ألفه ابن المزريان.

يتناول موضوع أفضلية الكلاب على البشر ويتناول بالدراسة والاستشهاد العديد من المواقف والقصص التي توضح وفاء الكلاب لأصحابها على بعض الأصحاب من البشر.

إن هذا المقال سيكون عرضًا لما ورد في هذا البحث بشأن وفاء الكلاب وأهم مظاهر هذا الوفاء، مما يجعلها تتفوق على بعض البشر في الوفاء والتعاطف مع أصحابها.

وسيتم تسليط الضوء على مجموعة من الأمثلة التي توضح قوة العلاقة بين الكلاب وأصحابها، وكيف يمكن أن يصبحوا رفاقًا للحياة يعتمد عليهم في الأوقات الصعبة والسهلة.

وفاء الكلاب: هل الكلاب أوفى من البشر؟

على حسب ما جاء في الدراسة التي قام بها الدكتور محمد بن عبد بن علي الأحمدي، للإجابة عن سؤال مهم وهو هل الكلاب أوفى من البشر؟ لا شك أن الكلاب تتفضل على البشر في الكثير من الصفات، وأهمها الوفاء، ومن أهم مظاهر هذا التفضيل ما يلي:

الكلب أشفق على صاحبه من الأب والأخ

فالكلب يقوم على حراسة صاحبه وأهل داره سواء كان موجودًا أو غائبًا، أو نائمًا، ولا يقصر في حراسته في أي وقت، وإن جفا صاحب الكلب عليه، فإن الكلب لا يرد بالمثل، ولا يخذل صاحبه حتى وإن خذله، فهذا نوع من الوفاء لا يمكن أن تجده لدى أي من البشر.

حفظ صاحبه وممتلكاته

من بين مظاهر وفاء الكلاب، جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم قصة تُظهر هذه الفضيلة، حينما رأى النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً قتيلاً في أحد الأيام، سأل عن السبب فقيل له: إن هذا الرجل قُتل بسبب أنه قفز على غنم تعود لبني زهرة، فأخذ الرجل شاة من تلك الغنم، فقام كلب الرعاة ووثب عليه مُهاجماً إياه فقتله.

بعدها، علَّق النبي صلى الله عليه وسلم قائلاً: “قتل نفسه وفقد دينه، وعصى ربه العزيز الجليل، وخان أخاه، وإن الكلب كان أجدر بفعلٍ منه، أيعجز أحدكم أن يُحفظ أخاه المسلم في نفسه وأهله، تمامًا كما فعل هذا الكلب الوفي حين حمى ماشية أصحابه.”

في هذه القصة، أثنى النبي صلى الله عليه وسلم على وفاء الكلب ونصح المسلمين بأن يُقتدي بهذا النموذج الوفي، وأن يُحافظوا على أخوتهم المسلمين وحقوقهم تمامًا كما يحرص الكلب على حماية ماشية أصحابه، يمكنكم معرفة أهم صفات كلب البج.

الكلب نعم الصاحب

من قصص وفاء الكلاب هناك روايات كثيرة تثبت أن الكلب يُعتبر نِعم الصاحب، ومن بين هذه الروايات، يُذكر حادثة وقعت مع عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- في إحدى المرات، لاحظ عمر – رضي الله عنه – رجلاً من الأعراب يسوق كلبًا، فأبدى اهتمامًا وفضولًا بمعرفة السبب، فسأل الرجل قائلاً: “ما الذي معك؟”، فرد الرجل: “يا أمير المؤمنين، هذا الكلب هو رفيقي، إن أعطيته يُكافأ بالشكر، وإن منعته يُحتمل بالصبر.”

عبارة عمر -رضي الله عنه- بعد سماع هذه الإجابة كانت واضحة وعميقة، حيث قال: “نِعم الصاحب، فاستمسك به.” يعني أن عمر -رضي الله عنه- أثنى على العلاقة الوفية والمخلصة التي تجمع بين الرجل وكلبه، ونصحه بأن يُظلِّل هذه الصداقة الصادقة والمؤثرة.

تلك الحادثة تجسد بشكلٍ جلي قيمة الوفاء والتعاون الذي يمكن أن يكون موجودًا بين الإنسان والحيوانات، وتعكس التربية الحسنة والرحمة التي علمها الإسلام للإنسان تجاه كل المخلوقات، كما تظهر هذه القصة أن هذه الحيوانات قادرة على أن تكون صديقًا وفيًا وقيمًا لاستمرار العلاقات الإنسانية الإيجابية مع هذه المخلوقات الرائعة.

الترحيب بصاحبه وتذكره

من أجمل صور وفاء الكلاب التي تكون ظاهرة للجميع هي الترحيب بصاحبه بعد غياب، وفي كتابه ابن المزريان قصة لصديق له، كان لديه خادم وعنده جرو صغير، وكان هذا الخادم مولعًا بالإحسان إلى ذلك الجرو، ثم غاب عنه أشهر بعد ذلك.

وسأل هذا الصديق أصحابه: أتظنون أن الكلب لا يزال يذكر الخادم وقد تركه وهو جرو صغير، فقالو: ما نظن أنه قد نسيه فجميع بره كان به، وبينما كان يجلس في يوم من الأيام سمع نباح الكلب عند باب الدار بشكل عجيب حتى قام متوعدًا.

ولكنه لما قام قد رأى في عين الكلب السرور والحنين، ولم يلبث إلا أن رأى الخادم قادمًا نحوهم والكلب يلتف على ساقيه ويرتفع إلى فخذيه، وينظر في وجهه، وقد بالغ في إظهار فرحه بعودة الخادم حتى ظن أنه جُن، يمكنكم الاطلاع على أنواع كلاب الهاسكي.

حماية الكلب لصاحبه

صورة الوفاء العظيمة والمؤثرة التي تُظهرها الكلاب تتجلى في قصة جميلة جاءت في كتاب “ندية الكلب: تفضيل الكلاب على كثير ممن لبس الثياب” لابن المزريان، وتحكي هذه القصة عن حماية الكلب لصاحبه بشجاعة وإخلاص.

في إحدى رحلات أهل الجبل إلى أصبهان، مروا على خانٍ قديم لم يكن به أحد، ولكن عند اقترابهم من الخان، سمعوا صوت كلب ينبح بشدة، وشاهدوا حركة مستمرة للكلب تدل على وجود خطر.

تنبهوا إلى هذا الصوت والحركة، ما دفعهم للدخول إلى الخان ليتفقدوا الأمر، وهناك وجدوا رجلاً يرافقه كلب وفي المقابل لاحظوا رجلاً آخر يحاول خنق هذا الرجل وسرقته.

دون تردد، قام الكلب بالتصدي للمبنجي الذي يحاول الاعتداء على صاحبه، انقض الكلب عليه بشجاعة، خمش وجهه وعض قفاه حتى سقط المبنج مغشيًا عليه أرضًا، بفضل الشجاعة والإصرار الكلب، تم إنقاذ صاحبه من الموقف الخطير والمحفوف بالمخاطر.

بعد ذلك، قاموا بتكتيف المبنج وأخذوه معهم إلى السلطان ليُحاسب على محاولته الشنيعة، وتكمن قيمة هذه القصة في إبراز الوفاء الذي يتحلى به هذا النوع من الحيوانات الأليفة لأصحابها، فهي تتحمل المخاطر وتعرض حياتها من أجل إنقاذهم وحمايتهم.

بهذه القصة، ندرك جميعًا عمق العلاقة بين الإنسان والكلب، وكيف أن الكلب يظل مخلصًا حتى الموت لصاحبه، إنها صورة مؤثرة للوفاء والحب الصادق الذي يمكن أن تُظهره الكلاب في أصعب المواقف وأكثرها خطورة.

تفضيل الكلاب: ما هي منزلة الكلاب

رفع ابن المزريان منزلة الكلاب حتى تعلو منزلة بعض البشر، ويرجع في تفضيله هذا إلى بعض الأشياء منها ما يلي:

ذكر الكلب في القرآن الكريم والسنة النبوية

من أهم الدلالات على علو منزلة الكلاب هي ذكرها في القرآن الكريم في سورة الكهف، بقصة أهل الكهف ومصاحبتها لهم أربع مرات، ومرة خامسة في سورة المائدة، كما ذُكر في العديد من الأحاديث النبوية، والأشعار، والأمثال وغيرها من السير، وكان يرد ذكر الكلب بالصفات المحمودة في الأغلب.

اتخاذ النُساك للكلاب

بسبب وفاء الكلاب يرى بعض النُساك، والفقهاء، والولاة الكثير من الخصال الحسنة في الكلب، أهمها بالتأكيد هي وفاء الكلاب، حتى أن بعضهم تمنى لو أنها موجودة في بالشر، وقد بالغ أحد المتصوفين حين قال بأن الله يرضى عنه بسبب حبه للكلب ورعايته له أكثر من رضاه عنه بسبب تقشفه وتصوفه.

حب الملوك للكلاب

كذلك بسبب وفاء الكلاب لأصحابها من البشر كانت الكلاب تُرى في قصور الخلفاء، وكانت تُستخدم في اللعب واللهو بها، وأذن هارون الرشيد لابن الجامع المغني بمهارشة الكلاب والديوك، وكان يُقام لذلك الاحتفالات.

10 صفات أخرى يتفرد بها الكلب غير الوفاء

ذكر ابن المزريان في كتابه العديد من الصفات التي يتفرد بها الكلب عن باقي الحيوانات الأخرى، وتجعله هذه الصفات في منزلة عالية مما يجعله أفضل وأوفى من بعض البشر، ومن أهم هذه الصفات ما يلي:

  • صدق المشاعر، فالكلب لا يزيف ولا يخدع صاحبه كبعض البشر، ويظل وفيًا له حتى بعد موته، ويظهر صدق ووفاء الكلاب لأصحابها في الترحيب بهم، وبضيوفهم، وملاعبة أبنائهم.
  • النصح لأصحابه، فحتى إن قام صاحب الكلب بتجويعه أو ضربه، فيظل الكلب له ناصحًا ووفيًا.
  • الود، ينظر الكلب إلى صاحبه نظرة ود صادقة لا تجدها لدى البشر، فقال الأحنف بن قيس: “إذا بصبص الكلب لك، فثق بود منه، ولا تثق ببصابص الناس، فرب مبصبص خوان”.
  • أيضاً من وفاء الكلاب حسن الجوار فلا يقوم الكلب بأذية أصحابه، ويتعامل معهم بعطف دائم، وينتظر منهم المعاملة بالمثل.
  • حفظ الود، وهي من أهم الصفات التي يتصف بها الكلب مع الوفاء، فلا ينسى الكلب أبدًا معروف صاحبه.
  • السهر، وقرن ابن المزريان صفة السهر بصفات الملوك، فهي تسهر حتى تحرس الآخرين وتحميهم.
  • كذلك من صفات وفاء الكلاب ملازمة صاحبه في كل وقت وحين، وهي من الصفات التي نحبها كثيرًا في الكلاب، فتمنحنا الشعور بالأنس وقت الوحدة، والملاطفة والمرح عندما نلعب معها.
  • تقديم يد العون لأصحابها، فبجانب صفة وفاء الكلاب التي تتميز بها، فإنها تستطيع أن تقدم العون لصاحبها بكافة الأشكال والطرق، كما يوجد بعض الأنواع التي يتم تدريبها لمساعدة العجزة وغير القادرين للقيام ببعض المهام.
  • الحماية، وهي أهم سمة تبرز مدى وفاء الكلب لصاحبه، حيث تعمل على حمايته وحراسته بالليل والنهار.
  • النظافة، حيث تميل الكلاب إلى البقاء في الأماكن النظيفة والرفيعة.

الخاتمة

وأخيرًا كان هذا شرحًا مختصرًا لما جاء في بحث الدكتور الأحمدي عن كتاب “ندية الكلب: تفضيل الكلاب على كثير ممن لبس الثياب” لابن المزريان، والذي يكشف الكثير من الأشياء عن تفضيل الكلاب في العديد من الصفات أهمها وفاء الكلاب.

وقد تم الاستشهاد على مدى وفاء الكلب من خلال ذكر بعض القصص التي تبرز هذه الصفة، مع توضيح أهم 10 صفات أخرى يتفرد بها الكلب بجانب صفة الوفاء بناء على ما جاء في الدراسة، والتي دعمت جميعها غرض المؤلف من تأليف الكتاب وهي تفضيل الكلاب على بعض البشر.

ويمكنك الاطلاع على الدراسة لتتعرف على المزيد من المعلومات الخاصة بهذا البحث، وإن كان لديك أي استفسار آخر يخص الموضوع، فلا تتردد في مراسلتنا للحصول على أجوبة عن كل ما يدور في رأسك عن صفة الوفاء، وغيرها من الصفات التي يتفرد بها الكلب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى