جرثومة القطط أو التكسوبلازما Toxoplasmosis هي عدوى طفيلية تحدث عادةً بسبب طفيل يُسمى توكسوبلازما جوندي، ويمكن أن تصيب هذه العدوى جميع الحيوانات لكنها أكثر شيوعًا في القطط.
وقد تنتقل هذه العدوى إلى البشر أيضًا، وعادةً لا تظهر أعراض على الشخص المُصاب، ولكن أكثر من يتأثر بذلك هي المرأة الحامل ومن يعاني من نقص المناعة يواجه مشاكل صحية خطيرة.
ونظرًا لخطورة عدوى جرثومة القطط التي يمكن أن تصيب العديد من الحيوانات والبشر، سنتحدث في هذا المقال عن أهم أسباب جرثومة القطط، وأعراضها، وكذلك طرق علاج جرثومة القطط والوقاية منها، فتابع معنا.
ما هي جرثومة القطط؟
تُسمى جرثومة القطط بداء المقوسات أو التكسوبلازما، وهي عدوى طفيلية تصيب الحيوانات والبشر، والطيور أيضًا، ولكنها أكثر انتشارًا في القطط، ولكن إذا تم اكتشافها وعلاج القطط سريعًا ستصبح القطط محصنة بعد ذلك.
وتحدث العدوى نتيجة الإصابة بطفيل Toxoplasma gondii الذي يتواجد في التربة، والماء، واللحوم النيئة، ويعيش في أمعاء القطط وتستطيع القطط إخراجه في برازها، ويمكن أن ينقل البراز الذي لا يقل عمره عن 24 ساعة العدوى إلى البشر عن طريق الخطأ.
وقد تهاجر بعض من هذه الطفيليات إلى أماكن أخرى في جسم القطة ويتم التحكم في انتشارها عن طريق الجهاز المناعي للقطة، وعادةً لا تظهر أعراض خطيرة على القطط إلا من تعاني من ضعف جهازها المناعي، وتكون القطط معدية لمدة ثلاث أسابيع تقريبًا.
أسباب جرثومة القطط
تُصاب القطط عادةً بهذه العدوى نتيجة ابتلاع المواد التي تحتوي على الطفيل المعدي، وذلك عن طريق:
- الاتصال المباشر مع براز القطط المصابة.
- تناول القوارض المصابة بالطفيل مثل الفئران، والطيور المصابة أيضًا.
- تناول اللحوم النيئة أو غير المطبوخة جيدًا.
- التلامس مع التربة الملوثة بالطفيل، حيث يمكنه البقاء في البيئة لعدة أشهر في الظروف المناسبة.
- قد ينتقل الطفيل من القطط الأم المصابة إلى القطط الصغيرة في الرحم.
ما هي أعراض جرثومة القطط؟
أما عن أعراض جرثومة القطط فعادةً لا تظهر أي أعراض على القطط المصابة بداء المقوسات إلا إذا كان هناك ضعف في جهازها المناعي، فعندها يتمكن طفيل التكسوبلازما من التأثير على القطة وتظهر الأعراض. وإليك أهم أعراض جرثومة القطط:
- صعوبة مضغ وبلع الطعام، وفقدان الشهية والوزن.
- الإصابة بالإسهال، والتعب، والحمى.
- الخمول واصفرار الجلد نتيجة الإصابة بالصفراء.
- مشاكل في الرؤية والتوازن.
- تغير لون جزء من قزحية العين والإصابة بالعمى.
- الشعور بالضعف، وألم الرقبة.
- تغيرات سلوكية.
- ارتعاش أذن القطط والإصابة بالنوبات.
- صعوبة التنفس نتيجة الإصابة بالالتهاب الرئوي.
- الموت خاصةً في القطط حديثة الولادة.
تشخيص جرثومة القطط
قد يكون من الصعب تشخيص داء المقوسات، وذلك نتيجة صعوبة الكشف عن بويضات الطفيل في براز القطط لتشابهها مع الطفيليات الأخرى.
ويتم التشخيص اعتمادًا على الأعراض الظاهرة على القطة، والتاريخ الطبي لها، ونتائج بعض الاختبارات المعملية، وتحليل اختبار السائل النخاعي CSF، ويُعد قياس نوعين من الأجسام المضادة IgM ،IgG لطفيل التكسوبلازما جوندي في الدم هي الطريقة الأدق للكشف عن جرثومة القطط.
ويشير ارتفاع مستويات IgG لطفيل التكسوبلازما إلى أن القطة سليمة وقد أصيبت بالعدوى من قبل وأصبحت محصنة ولا تفرز البويضات، ولم تعد هذه القطط مصدرًا للعدوى.
بينما تشير ارتفاع مستويات الأجسام المضادة IgM إلى أن القطة مصابة بعدوى نشطة، بينما عدم وجود أي أجسام مضادة لطفيل التكسوبلازما يدل على أن القطة معرضة للعدوى، تعرف على 9 من المشاكل الصحية في القطط.
طرق علاج جرثومة القطط
من الأفضل أن يبدأ علاج جرثومة القطط سريعًا عند ظهور الأعراض قبل الوصول إلى الصورة الحادة من العدوى وتصاب القطط بالالتهاب الرئوي، وعادةً ما يعتمد العلاج على كورس من المضادات الحيوية.
ويتم استخدام مضاد حيوي كليندامايسين عن طريق الفم لمدة 2 إلى 4 أسابيع، وقد تحتاج قطتك للكورتيكوستيرويدات إذا كان هناك التهاب في العين أو الجهاز العصبي المركزي.
وعادةً ما تظهر القطة تحسنًا واضح خلال يومين أو ثلاثة أيام من بدء العلاج، وإذا كان وضع القطة سيء يمكن أن تجلس في المستشفى للحصول على الرعاية الداعمة والسوائل الوريدية حتى تتحسن.
كيفية وقاية القطط من داء المقوسات
بالرغم من عدم وجود أي تطعيمات متاحة للوقاية من جرثومة القطط، إلا أن هناك عدة خطوات لحماية قطتك من الإصابة بداء المقوسات، ومن أهم هذه التدابير:
- إطعام القطط أطعمة مطبوخة جيدًا، وتجنب الأطعمة النيئة.
- تقديم الأطعمة الجافة والرطبة المطبوخة والمعبأة جيدًا.
- منع القطط من تناول الفرائس مثل القوارض والحيوانات الأخرى فقد تكون مصابة بالعدوى، وذلك من خلال تقليل الصيد قدر الإمكان.
- تنظيف صندوق فضلات القطط يوميًا، حتى لا تلتقط قطتك العدوى من قطط أخرى مصابة عن طريق البراز.
- الحفاظ على القطط داخل المنزل يقلل من فرص إصابتها بالعدوى.
طرق حماية البشر من عدوى جرثومة القطط
قد تكون جرثومة القطط من الأمراض الخطيرة جدًا التي يمكن أن تصيب البشر، وبالرغم من أن معظم الأشخاص لا تظهر عليهم أعراض قوية.
إلا أن العدوى تصبح خطيرة لدى النساء الحوامل خاصةً إذا انتقلت للجنين، وكذلك من يعانون من ضعف جهاز المناعة، تعرف على هل القطط تسبب العقم عند الرجال أو النساء؟
لذلك يجب اتخاذ بعض التدابير اللازمة لحماية ووقاية الأشخاص جيدًا وخاصةً النساء الحوامل، ومنها:
- غسل جميع الخضروات بالماء جيدًا قبل تناولها.
- عدم تناول اللحوم النيئة وغير المطبوخة جيدًا، والتأكد من غسل اليدين جيدًا بعد طبخ اللحوم.
- ارتداء قفازات عند العمل في الحديقة والقيام بأعمال البستنة، وتغطية أي حفر رمل وأي مكان يناسب القطط.
- تنظيف صندوق الفضلات يوميًا، فبراز القطط يسبب العدوى عند بقائه لخمس أيام.
يمكن أن تستعين النساء الحوامل ومن يعاني من ضعف المناعة بآخرين عند تنظيف صندوق الفضلات، وإذا اضطروا لتنظيفه يجب عندها ارتداء القفازات والتخلص منها عند الانتهاء من التنظيف وغسل اليدين جيدًا بعد ذلك.
الخلاصة
وفي ختام مقالنا اليوم عزيزي القارئ نكون قد تحدثنا بشكل مفصل عن جرثومة القطط، وتعرفنا على أهم أسبابها، وكذلك أعراض جرثومة القطط، وطرق العلاج المتاحة.
وبالرغم من خطورة هذه العدوى على البشر إلا أنه عند القيام ببعض الاحتياطات يمكنك حماية أسرتك من العدوى، لذلك تعرفنا على كيفية وقاية القطط من داء المقوسات والبشر أيضًا، فالوقاية دائمًا خير من العلاج.